تم النسخ!
تمزق الكفة المدورة بالكتف: فهم الأسباب والأعراض وخيارات العلاج
تعد إصابة تمزق الكفة المدورة من أكثر المشاكل شيوعا التي تؤثر على مفصل الكتف، مسببة ألما كبيرا ومحدودية في الحركة قد تعيق الأنشطة اليومية البسيطة. الكفة المدورة هي مجموعة معقدة من أربع عضلات وأوتارها، تعمل معا لتثبيت رأس عظم العضد (عظم الذراع العلوي) داخل التجويف الحقاني للكتف، وتسمح برفع الذراع وتدويرها بسلاسة. عند حدوث تمزق في واحد أو أكثر من هذه الأوتار، يفقد الكتف جزءا من قوته واستقراره. من واقع خبرتنا في متابعة مثل هذه الحالات، نجد أن التشخيص المبكر والفهم الدقيق لطبيعة الإصابة هما حجر الزاوية في رحلة التعافي الناجحة.
تحليل شخصي: نرى أن الكثير من المرضى يهملون آلام الكتف الأولية، معتقدين أنها مجرد إرهاق عابر سيزول مع الوقت. لكن الحقيقة أن هذا الألم قد يكون الإنذار الأول بوجود تآكل تدريجي في أوتار الكفة المدورة. هذا التأخير في طلب الاستشارة الطبية يمكن أن يحول تمزقا جزئيا بسيطا، يمكن علاجه تحفظيا، إلى تمزق كامل ومعقد يتطلب تدخلا جراحيا. الوعي بأهمية هذه الأعراض المبكرة هو مفتاح الوقاية من تفاقم الإصابة.
⚠️ إخلاء مسؤولية طبية: هذا المحتوى ذو طبيعة توعوية ولا يشكل استشارة طبية احترافية ولا يغني بأي حال من الأحوال عن الاستشارة الطبية المهنية. يشدد بشكل قاطع على ضرورة استشارة الطبيب المعتمد قبل أي إجراء علاجي، لضمان التقييم الدقيق والمناسب لحالتك الفردية وسلامتك.
![]() |
| الكفة المدورة هي المسؤولة عن تثبيت مفصل الكتف والسماح بحركته الدورانية |
في هذا المقال، سنتعمق في تفاصيل تمزق الكفة المدورة، مستعرضين الأسباب الكامنة وراءه، الأعراض التي يجب الانتباه إليها، طرق التشخيص الدقيقة، والخيارات العلاجية المتاحة من التحفظية إلى الجراحية، بالإضافة إلى استراتيجيات الوقاية.
ما هي أسباب تمزق الكفة المدورة؟
يمكن أن يحدث تمزق الكفة المدورة نتيجة سببين رئيسيين: إصابة حادة أو تآكل تنكسي تدريجي.
وهذا يشبه تماما تآكل حبل سميك مع مرور الوقت. قد ينقطع الحبل فجأة إذا تعرض لقوة شديدة ومفاجئة (إصابة حادة)، أو قد يتآكل تدريجيا وتضعف أليافه بسبب الاستخدام المتكرر والاحتكاك المستمر (تآكل تنكسي) حتى ينقطع في النهاية بأقل مجهود.
تشمل الأسباب وعوامل الخطر الرئيسية ما يلي:
- الإصابات الحادة: السقوط على ذراع ممدودة، رفع شيء ثقيل جدا بحركة خاطئة، أو التعرض لحادث يمكن أن يسبب تمزقا مفاجئا في الأوتار.
- التآكل التنكسي: هذا هو السبب الأكثر شيوعا. مع التقدم في العمر، يقل تدفق الدم إلى أوتار الكفة المدورة، مما يضعف قدرتها على إصلاح نفسها.
- الإجهاد المتكرر: الأنشطة التي تتطلب حركات متكررة للذراع فوق مستوى الرأس، مثل رياضة التنس والسباحة وكرة اليد، أو مهن مثل النجارة والدهان، تزيد من خطر الإصابة.
- النتوءات العظمية: يمكن أن تتكون نتوءات عظمية تحت عظمة الأخرم في الكتف، وتحتك هذه النتوءات بالوتر أثناء حركة الذراع، مما يسبب متلازمة الاصطدام ويؤدي إلى تمزق الوتر بمرور الوقت.
- عوامل أخرى: التقدم في العمر (خاصة فوق 40 عاما)، والتدخين، ووجود تاريخ عائلي للإصابة يزيد من احتمالية حدوث التمزق.
الأعراض الشائعة وطرق التشخيص
تختلف الأعراض باختلاف شدة التمزق، سواء كان جزئيا أم كليا.
| العرض | الوصف والتوضيح |
|---|---|
| الألم | ألم عميق وخافت في الكتف، يزداد سوءا في الليل وخاصة عند النوم على الجانب المصاب، ويزداد مع حركات رفع الذراع أو تدويرها. |
| ضعف الذراع | صعوبة في رفع الأشياء التي كان من السهل حملها سابقا، وصعوبة في رفع الذراع للقيام بمهام مثل تمشيط الشعر أو ارتداء الملابس. |
| محدودية الحركة | صعوبة في الوصول إلى خلف الظهر أو رفع الذراع فوق الرأس. |
| صوت طقطقة | الشعور أو سماع صوت فرقعة أو طقطقة عند تحريك الكتف في أوضاع معينة. |
لتشخيص الحالة بدقة، يقوم الطبيب بأخذ التاريخ المرضي وإجراء فحص سريري لتقييم مدى الحركة وقوة العضلات. كما قد يطلب اختبارات تصويرية لتأكيد التشخيص وتحديد حجم التمزق:
- الأشعة السينية (X-ray): لاستبعاد الأسباب الأخرى للألم مثل التهاب المفاصل أو وجود نتوءات عظمية.
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): لتقييم الأنسجة الرخوة والأوتار بشكل ديناميكي أثناء الحركة.
- الرنين المغناطيسي (MRI): يعتبر المعيار الذهبي، حيث يوفر صورا مفصلة للأوتار والعضلات لتحديد موقع التمزق وحجمه بدقة.
خيارات العلاج: من الراحة إلى الجراحة
يعتمد اختيار العلاج على عدة عوامل منها عمر المريض، مستوى نشاطه، وحجم التمزق وسببه.
ونرى أن العلاج الطبيعي ليس مجرد تمارين، بل هو عملية إعادة تعليم للكتف. إنه يساعد المريض على فهم الحركات التي يجب تجنبها، ويعمل على تقوية العضلات المحيطة بالكتف لتعويض ضعف الوتر الممزق. الالتزام ببرنامج العلاج الطبيعي هو الفارق الأساسي بين التعافي الناجح وبين استمرار الألم والضعف، حتى بعد الجراحة.
العلاج غير الجراحي (التحفظي):
حوالي 80% من الحالات تتحسن بالعلاج التحفظي، خاصة في التمزقات الجزئية والتنكسية. ويشمل:
- الراحة وتعديل النشاط: تجنب الحركات التي تسبب الألم، خاصة رفع الذراع فوق مستوى الرأس.
- الأدوية: مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف الألم والتورم.
- العلاج الطبيعي: تمارين مخصصة لاستعادة مرونة الكتف وتقوية العضلات المحيطة به لتحسين وظيفته وتثبيته.
- حقن الستيرويد (الكورتيزون): يمكن أن تساعد في تقليل الالتهاب والألم بشكل كبير، مما يسمح للمريض بالبدء في العلاج الطبيعي.
العلاج الجراحي:
يتم اللجوء للجراحة في حالات التمزق الكامل الناتج عن إصابة حادة لدى الأشخاص النشطين، أو عند فشل العلاج التحفظي في تخفيف الأعراض بعد فترة (3-6 أشهر). الهدف هو إعادة توصيل الوتر الممزق بالعظم. الخيار الأكثر شيوعا هو إصلاح الكفة المدورة بالمنظار، وهو إجراء طفيف التوغل يتم من خلال شقوق صغيرة.
في الختام، يعتبر تمزق الكفة المدورة إصابة معقدة لكنها قابلة للعلاج بفعالية عند تشخيصها بشكل صحيح. الاستماع لجسدك وعدم تجاهل ألم الكتف هو الخطوة الأولى نحو الشفاء. سواء كان مسار العلاج تحفظيا أو جراحيا، فإن الالتزام بخطة إعادة التأهيل والتحلي بالصبر هما مفتاح العودة إلى حياة نشطة وخالية من الألم. الوقاية دائما خير من العلاج، وذلك من خلال الحفاظ على قوة ومرونة عضلات الكتف وتجنب الإفراط في استخدامها.
المصادر
- - Mayo Clinic
- - ويب طب
- - Medcare
- - Tarmeem Orthopedics


















