تم النسخ!
إصابة العضلات المائلة بالبطن: الأسباب، الأعراض، والعلاج الفعال
تعد إصابة إجهاد أو تمزق العضلات المائلة (Oblique Muscle Strain) من الإصابات الشائعة والمؤلمة، خاصة بين الرياضيين الذين تعتمد رياضاتهم على حركات الالتواء والدوران السريعة للجذع، مثل لاعبي التنس والغولف والبيسبول. العضلات المائلة، التي تمتد على طول جانبي البطن، تلعب دورا حيويا في ثني الجذع وتدويره وتثبيت منطقة الوسط (Core). عندما تتعرض هذه العضلات لتمدد يفوق قدرتها أو لانقباض عنيف ومفاجئ، يمكن أن تتمزق أليافها العضلية، مما يسبب ألما حادا يعيق الحركة. من واقع خبرتنا، نجد أن هذه الإصابة غالبا ما يتم تشخيصها بشكل خاطئ في البداية، مما يؤخر العلاج المناسب.
تحليل شخصي: نرى أن العديد من الأشخاص، وحتى بعض الرياضيين، يخلطون بين ألم العضلات المائلة وبين مشاكل أخرى مثل آلام الكلى أو القولون أو حتى الفتق. هذا الالتباس ينبع من موقع الألم في جانب البطن. الفارق الجوهري هو أن ألم العضلات المائلة يزداد بشكل حاد مع حركات معينة مثل الالتواء، الانحناء الجانبي، السعال، أو العطس، وهو ما لا يحدث بنفس النمط مع الآلام الداخلية. التقييم الدقيق من قبل متخصص هو مفتاح الوصول للتشخيص الصحيح.
⚠️ إخلاء مسؤولية طبية: هذا المحتوى ذو طبيعة توعوية ولا يشكل استشارة طبية احترافية ولا يغني بأي حال من الأحوال عن الاستشارة الطبية المهنية. يشدد بشكل قاطع على ضرورة استشارة الطبيب المعتمد قبل أي إجراء علاجي، لضمان التقييم الدقيق والمناسب لحالتك الفردية وسلامتك.
![]() |
| العضلات المائلة ضرورية لحركات الالتواء وتثبيت الجذع |
يهدف هذا المقال إلى تقديم دليل شامل حول تمزق العضلات المائلة، بدءا من الأسباب الشائعة، مرورا بالأعراض وكيفية التشخيص، وصولا إلى خطط العلاج الفعالة واستراتيجيات الوقاية لتجنب تكرار الإصابة.
الأسباب الشائعة لإجهاد العضلات المائلة
تحدث هذه الإصابة عادة عندما يتم إجبار العضلة على التمدد أثناء انقباضها، وهو ما يعرف بـ "الانقباض اللامركزي".
وهذا يشبه محاولة إيقاف سيارة متحركة بدفعها في الاتجاه المعاكس. القوة المفاجئة والعنيفة يمكن أن تسبب ضررا. وبالمثل، فإن حركة التواء سريعة ومفاجئة للجذع، مثل تسديد كرة في رياضة الغولف، تضع حملا هائلا على العضلات المائلة، مما قد يؤدي إلى تمزقها.
تشمل الأسباب وعوامل الخطر الرئيسية ما يلي:
- حركات الالتواء المفاجئة: السبب الأكثر شيوعا، ويحدث في رياضات مثل رمي الكرة، التجديف، وفنون الدفاع عن النفس.
- الإفراط في الاستخدام: تكرار نفس الحركة مرارا وتكرارا دون راحة كافية يمكن أن يؤدي إلى إجهاد العضلات وتآكلها تدريجيا.
- عدم كفاية الإحماء: البدء بنشاط بدني مكثف دون إعداد العضلات بشكل صحيح يجعلها أكثر عرضة للإصابة.
- ضعف عضلات الجذع: إذا كانت عضلات الجذع الأساسية ضعيفة، فإن العبء الأكبر يقع على العضلات المائلة أثناء الحركة، مما يزيد من خطر إجهادها.
- رفع الأثقال بشكل غير صحيح: استخدام أسلوب خاطئ عند رفع الأوزان الثقيلة يمكن أن يضع ضغطا غير متوقع على العضلات المائلة.
الأعراض المميزة والتشخيص الدقيق
تعتمد شدة الأعراض على درجة التمزق، والتي تصنف عادة من الدرجة الأولى (خفيف) إلى الدرجة الثالثة (تمزق كامل).
يعتمد التشخيص بشكل أساسي على الفحص السريري. سيقوم الطبيب بسؤالك عن كيفية حدوث الإصابة وسيطلب منك أداء حركات معينة لتحديد مصدر الألم وتقييم مدى الإصابة. في معظم الحالات، لا تكون هناك حاجة للاختبارات التصويرية، ولكن قد يتم اللجوء إلى الموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي في الحالات الشديدة لاستبعاد إصابات أخرى وتأكيد مدى التمزق.
بروتوكول العلاج والوقاية
يهدف العلاج إلى تقليل الألم والالتهاب، والسماح للعضلة بالشفاء، واستعادة القوة والمرونة تدريجيا.
ونرى أن العودة المبكرة جدا للنشاط هي العدو الأول للشفاء الكامل. يشعر الكثير من الرياضيين بتحسن بعد بضعة أيام من الراحة ويحاولون استئناف تمرينهم بنفس الشدة، مما يؤدي إلى إعادة إصابة العضلة وتفاقمها. الشفاء عملية تدريجية تتطلب صبرا والتزاما ببرنامج إعادة تأهيل يركز على استعادة الحركة الكاملة أولا، ثم القوة، وأخيرا العودة للنشاط الرياضي المحدد.
المرحلة الأولى (أول 48-72 ساعة):
- الراحة: التوقف الفوري عن أي نشاط يسبب الألم.
- الثلج: وضع كمادات ثلج على المنطقة المصابة لمدة 15-20 دقيقة كل 2-3 ساعات لتقليل التورم والألم.
- الضغط: يمكن استخدام رباط ضاغط خفيف لتقليل التورم.
المرحلة الثانية (بعد 72 ساعة):
في الختام، على الرغم من أن تمزق العضلات المائلة يمكن أن يكون مؤلما ومعيقا، إلا أن معظم الحالات تشفى تماما مع الراحة والعلاج المناسب. المفتاح هو التعرف على الأعراض مبكرا، وتجنب الأنشطة التي تزيد من تفاقم الإصابة، واتباع خطة إعادة تأهيل منظمة. إن تقوية عضلات الجذع بشكل عام واعتماد أسلوب صحيح في ممارسة الرياضة هما أفضل استراتيجيتين للوقاية من هذه الإصابة والحفاظ على صحة بطنك وجذعك.


















