تم النسخ!
تمزق وتر الرضفة: الأسباب والأعراض وخيارات العلاج الجراحي
يعتبر تمزق وتر الرضفة (Patellar Tendon Rupture) إحدى أخطر الإصابات التي يمكن أن يتعرض لها مفصل الركبة، وغالبا ما تكون ذات تأثير مدمر، خاصة على الرياضيين. يعمل وتر الرضفة، الذي يشار إليه أحيانا بالرباط الرضفي، كامتداد للعضلة رباعية الرؤوس القوية، حيث يربط عظمة الرضفة (صابونة الركبة) بعظمة الظنبوب (قصبة الساق). هذا الاتصال المحوري هو المسؤول عن آلية فرد الركبة، مما يسمح لنا بالركل والجري والقفز. عند حدوث تمزق كامل في هذا الوتر، يفقد المريض القدرة على فرد ساقه، مما يجعل هذه الإصابة حالة طبية طارئة تتطلب تدخلا فوريا.
تحليل شخصي: من واقع الممارسة، نرى أن تمزق وتر الرضفة ليس مجرد إصابة جسدية، بل هو حدث نفسي صادم للمريض. اللحظة التي يسمع فيها الشخص صوت "الفرقعة" ويفقد السيطرة تماما على ساقه تكون مرعبة. إن فهم خطورة الموقف والتوجه فورا إلى الطوارئ هو العامل الأكثر حسما في تحديد نتيجة العلاج على المدى الطويل، فكل ساعة تأخير يمكن أن تزيد من صعوبة الإصلاح الجراحي وتبطئ من رحلة التعافي الشاقة.
⚠️ إخلاء مسؤولية طبية: هذا المحتوى ذو طبيعة توعوية ولا يشكل استشارة طبية احترافية ولا يغني بأي حال من الأحوال عن الاستشارة الطبية المهنية. يشدد بشكل قاطع على ضرورة استشارة الطبيب المعتمد قبل أي إجراء علاجي، لضمان التقييم الدقيق والمناسب لحالتك الفردية وسلامتك.
![]() |
| تمزق وتر الرضفة يؤدي إلى ألم شديد وعدم القدرة على فرد الساق |
في هذا المقال الشامل، نستعرض الأسباب الكامنة وراء تمزق وتر الرضفة، الأعراض المميزة التي لا يجب تجاهلها، طرق التشخيص الدقيقة، وأهمية العلاج الجراحي العاجل ومراحل إعادة التأهيل.
الأسباب وعوامل الخطر المرتبطة بالتمزق
يحدث تمزق وتر الرضفة عادة نتيجة لقوة هائلة ومفاجئة تفوق قدرة الوتر على التحمل. غالبا ما يحدث هذا في وتر سليم، ولكن يمكن أن يحدث أيضا في وتر ضعيف نتيجة لحالات مرضية مزمنة.
وهذا يشبه الحادثة التي حدثت في مصر الشهر الماضي لأحد لاعبي كرة القدم البارزين، الذي تعرض للإصابة أثناء قفزه لتسديد الكرة. القوة الناتجة عن انقباض العضلة رباعية الرؤوس بشكل عنيف مع ثبات قدمه على الأرض ولّدت إجهادا هائلا أدى إلى انقطاع الوتر الرضفي بشكل كامل، وهي آلية إصابة كلاسيكية نراها في رياضات مثل كرة السلة وكرة القدم.
تشمل الأسباب وعوامل الخطر الرئيسية ما يلي:
- الإصابات الرياضية المباشرة: مثل السقوط بقوة على مقدمة الركبة أو الهبوط بشكل خاطئ بعد القفز.
- قوة عنيفة: انقباض مفاجئ وقوي للعضلة رباعية الرؤوس بينما تكون الركبة مثنية والقدم ثابتة على الأرض.
- ضعف الوتر (Tendinosis): يمكن أن يصبح الوتر أضعف وأكثر عرضة للتمزق بسبب التهاب الأوتار المزمن (ركبة القافز)، أو أمراض جهازية مثل الفشل الكلوي، التهاب المفاصل الروماتويدي، والسكري.
- استخدام الستيرويد: ارتبط الاستخدام طويل الأمد للكورتيكوستيرويدات، سواء عن طريق الفم أو الحقن الموضعي حول الوتر، بزيادة خطر ضعف وتمزق الأوتار.
- جراحة سابقة في الركبة: أي عملية جراحية سابقة في الركبة، مثل استبدال مفصل الركبة أو إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة.
الأعراض وطرق التشخيص الدقيقة
أعراض تمزق وتر الرضفة عادة ما تكون واضحة ومباشرة، مما يسهل التشخيص المبدئي في قسم الطوارئ.
| العرض/العلامة | الوصف التفصيلي |
|---|---|
| صوت فرقعة أو تمزق | غالبا ما يصف المريض سماع أو الشعور بصوت "فرقعة" مسموعة في لحظة وقوع الإصابة. |
| ألم حاد ومفاجئ | ألم شديد فوري أسفل الرضفة مباشرة. |
| عدم القدرة على فرد الساق | العلامة الأكثر تمييزا؛ يفقد المريض القدرة تماما على مد ساقه بشكل مستقيم ضد الجاذبية. |
| فجوة محسوسة | يمكن للطبيب الشعور بفجوة واضحة في مكان الوتر أسفل الرضفة. |
| تحرك الرضفة لأعلى | بسبب انقطاع الوتر، تقوم العضلة رباعية الرؤوس بسحب الرضفة لأعلى باتجاه الفخذ. |
| تورم وكدمات | يحدث تورم سريع حول الركبة، وقد تظهر كدمات خلال الساعات التالية. |
يعتمد التشخيص بشكل أساسي على الفحص السريري. سيقوم الطبيب بتقييم قدرة المريض على فرد ساقه، والبحث عن الفجوة المميزة أسفل الرضفة. لتأكيد التشخيص وتحديد مدى التمزق (جزئي أم كامل)، يتم اللجوء إلى الأشعة السينية (X-ray) التي قد تظهر ارتفاع موضع الرضفة، أو الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) والرنين المغناطيسي (MRI) اللذين يوفران صورة واضحة للأنسجة الرخوة ويؤكدان التمزق بشكل قاطع.
العلاج: ضرورة التدخل الجراحي ومراحل التعافي
على عكس العديد من إصابات الأوتار الأخرى، يتطلب تمزق وتر الرضفة الكامل تدخلا جراحيا في معظم الحالات، ويفضل أن يتم إجراؤه في أسرع وقت ممكن بعد الإصابة.
ونرى أن التأخير في إجراء الجراحة لأكثر من بضعة أسابيع يعقد الأمور بشكل كبير. يبدأ الوتر في التندب ويقصر، وتتراجع العضلة رباعية الرؤوس، مما يجعل إعادة توصيل الوتر إلى مكانه الأصلي أمرا صعبا للغاية وقد يتطلب ترقيعا للأنسجة. لذا، فإن قرار الجراحة ليس خيارا بقدر ما هو ضرورة للحفاظ على وظيفة الركبة وتجنب الإعاقة الدائمة.
العلاج الجراحي:
تهدف الجراحة إلى إعادة خياطة طرفي الوتر الممزق وتثبيته مرة أخرى في عظمة الرضفة. يقوم الجراح بعمل شق في مقدمة الركبة، ثم يمرر خيوطا قوية عبر الوتر وعبر ثقوب يتم حفرها في الرضفة لضمان تثبيت قوي يسمح بالشفاء.
مراحل إعادة التأهيل:
- المرحلة الأولى (0-6 أسابيع): يتم وضع الساق في جبيرة أو دعامة للحفاظ على استقامة الركبة وحماية الإصلاح الجراحي. يركز العلاج الطبيعي في هذه المرحلة على التحكم في الألم والتورم.
- المرحلة الثانية (6-12 أسبوعا): يبدأ المريض في استعادة نطاق الحركة تدريجيا. يتم السماح بثني الركبة بشكل متحكم فيه، مع البدء بتمارين تقوية خفيفة.
- المرحلة الثالثة (3-6 أشهر): التركيز على استعادة القوة الكاملة والتحكم في العضلات. تشمل التمارين المتقدمة التي تحاكي الأنشطة اليومية والرياضية.
- العودة إلى الرياضة: يمكن أن يستغرق التعافي الكامل والعودة إلى الأنشطة الرياضية عالية التأثير ما بين 6 إلى 12 شهرا، ويعتمد ذلك على التزام المريض ببرنامج إعادة التأهيل.
إن متابعة أخبار الطب الرياضي عبر بوابات إعلامية شاملة مثل ربخا نيوز تايم الإخبارية | بوابة إعلامية شاملة، تسلط الضوء على قصص نجاح رياضيين عادوا لممارسة رياضاتهم بعد هذه الإصابة، مما يعطي أملا كبيرا للمصابين.
في الختام، يعد تمزق وتر الرضفة إصابة خطيرة تتطلب وعيا وتشخيصا سريعا وعلاجا جراحيا عاجلا. إن فهم الأعراض المميزة، خاصة عدم القدرة على فرد الساق، أمر بالغ الأهمية للحصول على الرعاية الطبية في الوقت المناسب. على الرغم من أن رحلة التعافي طويلة وتتطلب صبرا والتزاما صارما بالعلاج الطبيعي، إلا أن النتائج عادة ما تكون جيدة، مما يسمح لمعظم المرضى بالعودة إلى مستوى نشاطهم السابق واستعادة وظيفة الركبة بشكل كامل.


















