تم النسخ!
ألم كعب طفلك: دليلك الشامل لفهم وعلاج داء سيفر
هل يشتكي طفلك من ألم في كعبه، خاصة بعد ممارسة الرياضة أو النشاط البدني؟ قد يكون السبب هو داء سيفر (Sever's disease)، وهو حالة شائعة تصيب الأطفال النشطين خلال فترة طفرة النمو. داء سيفر ليس مرضا خطيرا، ولكنه قد يكون مؤلما جدا لطفلك ويحد من قدرته على ممارسة الأنشطة التي يحبها. من واقع خبرتي في التعامل مع حالات مشابهة، غالبًا ما يكون القلق الأكبر لدى الأهل هو استبعاد أي أسباب أخرى أكثر خطورة للألم، وهذا هو جوهر التشخيص الدقيق.
تحليل شخصي: نرى أن التحدي الأكبر في تشخيص داء سيفر يكمن في تمييزه عن آلام النمو العادية أو الإصابات الأخرى. يجب على الأهل أن يكونوا على دراية بالأعراض وأن يطلبوا المشورة الطبية إذا كان الألم مستمرا أو شديدا، لأن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يمنعا تفاقم الحالة.
![]() |
| فهم أسباب وعلاج داء سيفر يضمن راحة طفلك ونشاطه |
في هذا المقال، سنقدم لك دليلا شاملا حول داء سيفر، يشمل الأسباب والأعراض وطرق التشخيص والعلاج والوقاية، لمساعدتك على فهم هذه الحالة بشكل أفضل وكيفية التعامل معها لضمان صحة طفلك وراحته.
ما هو داء سيفر؟
داء سيفر، أو التهاب مشاش كعب القدم (Calcaneal Apophysitis)، هو حالة مؤلمة تصيب كعب الأطفال والمراهقين، وتحديدا أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 14 عاما. يحدث هذا الألم نتيجة لالتهاب في مركز النمو (لوحة النمو) الموجود في الجزء الخلفي من عظمة الكعب.
خلال فترة النمو السريع، تنمو عظام الطفل بشكل أسرع من الأوتار والعضلات. وتر العرقوب (Achilles tendon)، الذي يربط عضلات الساق الخلفية بعظمة الكعب، يمكن أن يصبح مشدودا ومجهدا. هذا الإجهاد، بالإضافة إلى الأنشطة المتكررة مثل الجري والقفز، يضع ضغطا إضافيا على لوحة النمو في الكعب، مما يؤدي إلى التهاب وألم.
وهذا يشبه إلى حد كبير ما يحدث عند شد حبل بين نقطتين ثابتتين، فإذا كان الحبل قصيرا جدا أو تعرض لقوة شد زائدة، فإن نقاط الاتصال (في هذه الحالة، لوحة النمو) ستكون الأكثر عرضة للإجهاد والتلف.
كما تذكر العديد من المصادر الطبية الموثوقة، ومن بينها ربخا نيوز تايم الإخبارية | بوابة إعلامية شاملة في تغطيتها لأخبار صحة الطفل، فإن داء سيفر يميل إلى الظهور في الأطفال الذين يمارسون رياضات تتطلب الكثير من الجري والقفز، مثل كرة القدم، كرة السلة، والجمباز.
الأسباب وعوامل الخطر
العوامل الرئيسية التي تساهم في ظهور داء سيفر تشمل:
- طفرات النمو: الفترات التي ينمو فيها العظم بسرعة كبيرة.
- النشاط الرياضي المكثف: الرياضات التي تتطلب الجري والقفز تزيد من الضغط على الكعب.
- وتر العرقوب المشدود: يسبب المزيد من السحب على لوحة النمو.
- الأحذية غير المناسبة: الأحذية التي لا توفر دعما كافيا للكعب تزيد من الإجهاد.
- زيادة الوزن أو السمنة: تزيد من الحمل على الكعب.
- تشوهات القدم: مثل القدم المسطحة أو تقوس القدم العالي.
أعراض داء سيفر
تشمل الأعراض الأكثر شيوعا لداء سيفر:
- ألم في الجزء الخلفي من الكعب، يزداد سوءا مع النشاط البدني ويتحسن مع الراحة.
- ألم عند الضغط على جانبي الكعب.
- تيبس في الكعب في الصباح.
- عرج أو صعوبة في المشي.
- ألم يمتد أحيانا إلى قوس القدم أو الكاحل.
- تورم خفيف في الكعب.
عادة ما يؤثر داء سيفر على كلا الكعبين، ولكن قد يكون الألم أكثر حدة في كعب واحد. من المهم استشارة الطبيب إذا كان طفلك يعاني من هذه الأعراض لاستبعاد أي حالات أخرى ولتلقي العلاج المناسب.
تشخيص داء سيفر
عادة ما يتم تشخيص داء سيفر عن طريق الفحص البدني. سيقوم الطبيب بفحص كعب طفلك والضغط عليه لتحديد موقع الألم. قد يطلب الطبيب أيضا إجراء أشعة سينية (X-ray) لاستبعاد الأسباب الأخرى للألم، مثل الكسور أو الالتهابات، ولكن داء سيفر نفسه لا يظهر في الأشعة السينية.
ونرى أن الفحص السريري الدقيق هو حجر الزاوية في تشخيص داء سيفر. اختبار الضغط على جانبي الكعب (Squeeze Test) هو علامة مميزة للحالة. إذا كان هذا الاختبار يثير الألم، فإن التشخيص يصبح أكثر وضوحا.
علاج داء سيفر
يهدف علاج داء سيفر إلى تخفيف الألم والسماح للكعب بالشفاء. تشمل خيارات العلاج:
- الراحة: تقليل أو تجنب الأنشطة التي تسبب الألم. قد يحتاج طفلك إلى التوقف عن ممارسة الرياضة مؤقتا.
- الثلج: وضع الثلج على الكعب لمدة 15-20 دقيقة عدة مرات في اليوم يساعد على تقليل الألم والتورم.
- الأدوية: يمكن استخدام مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول، لتخفيف الألم.
- تمارين الإطالة: تمارين الإطالة لعضلات الساق الخلفية (عضلات السمانة) يمكن أن تساعد على تخفيف الضغط على وتر العرقوب والكعب.
- الأحذية الداعمة: ارتداء أحذية توفر دعما جيدا للكعب وتبطين إضافي يمكن أن يقلل من الإجهاد على الكعب. قد يوصي الطبيب باستخدام وسادات الكعب أو الجبائر.
- العلاج الطبيعي: في بعض الحالات، قد يكون العلاج الطبيعي ضروريا لتعزيز الشفاء وتقوية العضلات المحيطة بالكعب.
- الجبيرة: في حالات الألم الشديد، قد يوصي الطبيب بوضع جبيرة لتثبيت الكعب وتقليل الحركة.
عادة ما تتحسن أعراض داء سيفر في غضون بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر مع العلاج المناسب والراحة. ومع ذلك، من المهم اتباع تعليمات الطبيب والالتزام ببرنامج العلاج حتى يتعافى طفلك تماما.
الوقاية من داء سيفر
هناك عدة طرق للمساعدة في منع داء سيفر، بما في ذلك:
- الإحماء والإطالة: التأكد من أن طفلك يقوم بالإحماء والإطالة بشكل صحيح قبل ممارسة الرياضة.
- الأحذية المناسبة: ارتداء أحذية توفر دعما جيدا للكعب وتبطين إضافي.
- تجنب الإفراط في التدريب: زيادة مستوى النشاط البدني تدريجيا وعدم الإفراط في التدريب.
- الحفاظ على وزن صحي: يمكن أن يساعد الحفاظ على وزن صحي في تقليل الضغط على الكعب.
- استخدام وسادات الكعب: إذا كان طفلك يعاني من القدم المسطحة أو تقوس القدم العالي، فقد تساعد وسادات الكعب في تقليل الإجهاد على الكعب.
في الختام، داء سيفر هو حالة شائعة ومؤلمة يمكن أن تصيب الأطفال النشطين. فهم الأسباب والأعراض وخيارات العلاج يمكن أن يساعد الأهل على التعامل مع هذه الحالة بشكل فعال وضمان عودة أطفالهم إلى ممارسة الأنشطة التي يحبونها في أقرب وقت ممكن. تذكر أن استشارة الطبيب هي الخطوة الأولى للحصول على التشخيص الصحيح وخطة العلاج المناسبة.
















