القائمة الرئيسية

الصفحات

الأقسام
جارٍ تحميل البيانات...
    الموسوعة الرياضية الشاملة

    ×

    إقرأ الموضوع كاملاً من المصدر
    أحدث الفيديوهات الرياضية المميزة

    كسر هضبة الظنبوب: الإصابة المعقدة التي تهدد ركبة الرياضيين

    تم النسخ!

    كسر هضبة الظنبوب: الإصابة المعقدة التي تهدد ركبة الرياضيين

    هناك إصابات في عالم الرياضة تتجاوز كونها مجرد "كسر في العظم". كسر هضبة الظنبوب (Tibial Plateau Fracture) هو مثال صارخ على ذلك. هذه ليست إصابة عادية، بل هي إصابة معقدة تحدث داخل مفصل الركبة نفسه، مهددة استقراره ومستقبله على المدى الطويل. من خلال خبرتي في الطب الرياضي، أعتبر هذه الإصابة واحدة من أكثر إصابات الركبة تحديا، ليس فقط بسبب صعوبة علاجها، ولكن بسبب رحلة إعادة التأهيل الطويلة والشاقة التي تليها، والتي تتطلب أقصى درجات الالتزام والصبر من الرياضي. [1]

    كسر هضبة الظنبوب في مفصل الركبة
    رسم توضيحي يوضح كسر هضبة الظنبوب وتأثيره على سطح المفصل

    تحدث هذه الإصابة عادة نتيجة قوى عنيفة، وهي شائعة في رياضات مثل التزلج على الجليد، كرة القدم، وكرة السلة، أو أي رياضة تتضمن السقوط من ارتفاع أو اصطدامات عالية الطاقة.

    ما هي هضبة الظنبوب ولماذا يعتبر كسرها خطيرا؟

    هضبة الظنبوب هي السطح العلوي المسطح لعظم القصبة (Tibia)، وهي الجزء الذي يشكل النصف السفلي من مفصل الركبة. هذا السطح مغطى بطبقة ناعمة من الغضروف المفصلي الذي يسمح لعظم الفخذ بالانزلاق بسلاسة.

    الخطورة تكمن في أن هذا الكسر هو كسر داخل مفصلي (Intra-articular fracture)، مما يعني أنه يكسر هذا السطح الغضروفي الأملس. إذا لم يتم إصلاح هذا السطح وإعادته إلى وضعه التشريحي المثالي، فإنه سيؤدي حتما إلى:
    • فقدان نعومة الحركة.
    • عدم استقرار المفصل.
    • تطور سريع لخشونة الركبة (Post-traumatic arthritis) في سن مبكرة.

    تصنيف كسور هضبة الظنبوب (نظام شاتزكر المبسط)

    يستخدم الجراحون نظام تصنيف (Schatzker Classification) لتقييم مدى تعقيد الكسر وتحديد خطة العلاج. فيما يلي نسخة مبسطة لفهم الأنواع المختلفة: [2]

    النوع (Schatzker) وصف الكسر الملاحظات
    I, II, III كسر في الجانب الخارجي (الوحشي) من الهضبة النوع الأكثر شيوعا، وغالبا ما يتضمن انخسافا في سطح المفصل.
    IV كسر في الجانب الداخلي (الإنسي) من الهضبة أقل شيوعا ولكنه أكثر خطورة بسبب القوة الأعلى المطلوبة لحدوثه.
    V, VI كسر يشمل كلا الجانبين (الداخلي والخارجي) كسور معقدة جدا، ناتجة عن طاقة عالية، وغالبا ما تمتد إلى أسفل عظم القصبة.

    الأعراض والتشخيص

    عادة ما تكون الأعراض شديدة وواضحة:

    • ألم حاد وشديد في الركبة.
    • عدم القدرة المطلقة على تحمل الوزن على الساق المصابة.
    • تورم كبير وفوري في الركبة بسبب النزيف داخل المفصل.
    • قد يكون هناك تشوه واضح في شكل الركبة.
    • خطر المضاعفات: من المهم جدا فحص الإحساس والنبض في القدم، حيث يمكن أن تترافق هذه الكسور مع إصابات في الأوعية الدموية أو الأعصاب، أو حالة خطيرة تسمى متلازمة الحيز (Compartment Syndrome).

    التشخيص: يبدأ بالفحص البدني والأشعة السينية. ولكن، نظرا لتعقيد الكسر، يعتبر التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) ضروريا في جميع الحالات تقريبا لتوفير صورة ثلاثية الأبعاد للكسر وتخطيط الجراحة بدقة. [3]

    العلاج: الدقة الجراحية هي الأساس

    باستثناء حالات نادرة جدا من الكسور المستقرة وغير المتحركة من مكانها، فإن الجراحة هي العلاج القياسي لكسور هضبة الظنبوب، خاصة لدى الرياضيين.

    الهدف من الجراحة هو إعادة بناء سطح المفصل بشكل مثالي (Anatomical Reduction) وتثبيته بقوة للسماح بالحركة المبكرة. يتم ذلك من خلال عملية تسمى الرد المفتوح والتثبيت الداخلي (ORIF)، حيث يقوم الجراح بإعادة قطع العظم إلى مكانها وتثبيتها باستخدام صفائح ومسامير معدنية. في حالات انخساف العظم، قد يحتاج الجراح إلى استخدام طعم عظمي لرفع السطح المنخسف ودعمه. [4]

    إعادة التأهيل: سباق الماراثون نحو التعافي

    إذا كانت الجراحة هي المعركة، فإن إعادة التأهيل هي الحرب. إنها عملية طويلة وصعبة تتطلب التزاما هائلا.
    • المرحلة الأولى (0-6 أسابيع): التركيز على التئام الجرح وتقليل التورم. تبدأ تمارين نطاق الحركة السلبية والنشطة المساعدة في أسرع وقت ممكن لمنع تيبس المفصل وتغذية الغضروف. يمنع منعا باتا تحميل الوزن على الساق.
    • المرحلة الثانية (6-12 أسبوعا): يبدأ التحميل الجزئي للوزن بشكل تدريجي باستخدام العكازات، بالتزامن مع تمارين تقوية لطيفة.
    • المرحلة الثالثة (بعد 3 أشهر): زيادة شدة تمارين التقوية والبدء في تمارين التوازن والاستقبال الحسي.
    • العودة إلى الرياضة: تعتبر هذه الإصابة من الإصابات التي تتطلب وقتا طويلا جدا للتعافي. العودة إلى الرياضات التي تتطلب الاحتكاك أو القفز قد تستغرق من 6 إلى 12 شهرا، وأحيانا أكثر، وتعتمد كليا على نجاح الجراحة والالتزام ببرنامج إعادة التأهيل.

    في الختام، كسر هضبة الظنبوب هو إصابة تغير قواعد اللعبة بالنسبة لأي رياضي. النجاح في العودة يعتمد على ثلاثة أركان أساسية: جراح ماهر يعيد بناء المفصل بدقة، وبرنامج إعادة تأهيل صارم ومدروس، والأهم من ذلك كله، رياضي صبور ومثابر ومستعد لخوض رحلة التعافي الطويلة.

    المصادر

    أسئلة متعلقة بالموضوع
    أضف تعليقك هنا وشاركنا رأيك
    قيم المقال
    🌟 🌟 🌟 🌟 🌟
    0 من 5 (0 تقييم)
    التعليقات
    • فيس بوك
    • بنترست
    • تويتر
    • واتس اب
    • لينكد ان
    • بريد
    author-img
    د.محمد بدر الدين

    أستاذ جامعى وكاتب | مهتم بالكتابة والإعلام الرقمي، أمتلك وأدير مجموعة متنوعة من المواقع ، تشمل الأخبار، الطب الرياضي، العناية والجمال، الرياضة، الطب البديل، وحتى الترفيه مثل حظك اليوم. أسعى لتقديم محتوى مفيد وموثوق يواكب اهتمامات القراء في مختلف المجالات. هدفي هو إثراء المحتوى العربي على الإنترنت وتقديم قيمة مضافة للمتابعين.

    إظهار التعليقات
    • تعليق عادي
    • تعليق متطور
    • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

      إخلاء مسؤولية: الأخبار والمقالات المنشورة في الموقع مسئول عنها محرروها ولا نتحمل أي مسؤولية أدبية أو قانونية عنها.